لعل آخر ما كتبه الطاهر بن جلون، الذي ولد بفاس في 1 دجنبر 1944، ويقيم حاليا في فرنسا، قصيدة بعنوان "نثار الرماد"، نشرت بعد حرب الخليج، وتحديدا سنة 1991، في الملحق الأدبي لصحيفة "لوموند" الفرنسية، وجاء فيها:
جسد، وقد كان جسدا، لم يعد يتسكع على حواف دجلةَ والفرات.
لملمته مِجرفة لا تشعر بأي ألم وأدخل في كيس طيّع للزبالة أسود
هذا الجسد، الذي كان نَفَسا، واسما ووجها
يعود إلى باطن الأرض الرملية، مدمرا وقد غاب".
ومن ديوانه "ظلال عارية " إليك ما يلي:
أطفالٌ يَعشَقون الأرض
حُفاةً يمْشونَ على الطينِ المُبْتَلّ
المَصيرُ مَرْسومٌ
على جناحِ طائرٍ مُهاجر
*****
بعيداً
ينحني النّهار
كيْ يمْحوَ الفقر
ويَجْمَعَ تِِِينَ الموت
****
اليَدُ
تَرْسُمُ شمساً
تُوقِفُ الجدارَ الذي يَتَحرّكُ
هي يَدٌ
كبيرةٌ كالحُلم
ناعِمة كالغابة
عَجَنَتْ
خُبزاً بطعْمِ الأرض
ومِلحِ السماء
******
شيِّد سُكناك
في الكلام المحفوظ
على حافةِ العبارة.
لا تكن عجولاً
اُنظر إلى عُشب الكلمات
الطفلُ
سوفَ ينزلُ سَرخَسَ المغيب.
*******
اِمرأةٌ
أرضٌ هشّة
رَجَّتْها الرياح
على جسدك
أثرُ وجهٍ
فتحهُ النسيان
في صوتِك
ذكرى سرير هدّمه
منفى سُباتٍ عميق.
مِنْ بلادي
أتاني نَهارٌ
بطيب المِسْك
في غِطاءٍ من أغصان
في بلادي
لا نُعيرُ
بل نقتَسِم
لا نُعيدُ الصّحْنَ قطّ
فارغاً
نَضَعُ فيه
خُبزاً
حبّاتِ فولٍ
قليلاً من المِلح
المصدر: أكاديمية شنلر التعليمية shneler academy - من قسم: شرح القصائد الشعرية والأبحاث
auv gg'hiv fk [g,k juvdt fhg;hjf