
عمان – الدستور
طوى المنتخب الوطني لكرة القدم آخر صفحاته لعام (2012) على انتكاسة جديدة، تمثلت بالخروج من الدور الاول لبطولة اتحاد غرب آسيا اثر خسارتين امام العراق (صفر-1) ثم سوريا امس الاول بنتيجة (1-2)، إذ كان بحاجة الى الفوز في احدى هاتين المواجهتين لضمان بلوغ الدور الثاني لكن شاءت الاقدار أن يخرج خاسراً من كلتاهما.
الانطباعات التي رصدناها عقب الخروج من بطولة غرب آسيا بخفي حنين جاءت كلها سلبية، فاصابع الاتهام اتجهت فوراً صوب المدير الفني عدنان حمد والذي كان قد حصر اهداف المشاركة في هدفين الاول وهو استراتيجي يتمثل في الحفاظ على المنجزات التي حققها المنتخب في الاعوام الاربعة الماضية والتي بات فيها احد المنتخبات العشرة الكبار على الصعيد القاري فيما يتمثل الهدف الثاني بالمنافسة على اللقب الذي استعصى على النشامى في جميع المشاركات السالفة.
غاية الحفاظ على المنجزات التي حققتها كرة القدم الاردنية فرضت على حمد انتهاج سياسة الاحلال والتجديد والتي كان قد بدأها منذ فترة طويلة وتبلورت قبل ذلك في الدورة الرياضية العربية التي استضافتها الدوحة قبل عام من الآن، وفيها فاز المنتخب بالميدالية الفضية وها هو الآن يعيد الكرّة في بطولة غرب آسيا لكن الحضور جاء جافاً بل متواضعاً ليس على مستوى النتيجتين فقط بل وعبر الاداء الفني الذي كان باهتاً وتائهاً بلا روح أو حتى جمل خططية او تكتيكية يمكن الاشارة اليها.
يعلم الجميع ان منطق التدريب يفرض الابقاء على سياسة الاحلال والتجديد قائمة، ليس لفترة معينة بل على مدار العام، إذ قد تستغرق اكمال دورة كاملة من عملية التجديد في صفوف فريق ما سنوات طويلة وليس خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الشهر تقريباً، فالمنتخب الوطني الذي خاض غرب آسيا بدا مفرغاً من عامل الخبرة حتى أننا لم نلحظ وجود قائد ميداني يلتف حوله اللاعبون وهنا قد يقول احدهم أن عبدالله ذيب كان قائد المنتخب في البطولة لكن مع الاحترام الشديد لقدرات اللاعب كيف له أن يتبوأ هذا الموقع وهو بعد لم يتجاوز السادسة والعشرين ربيعاً.
لم ننتقد اللاعبين ورغبتهم العارمة في تمثيل المنتخب الوطني كون غالبيتهم وبلا استثناء يعتبرون من الركائز الاساسية التي سيتكئ عليها المنتخب الوطني في المستقبل لكن الدفع بهم بهذا الشكل المتخبط في بطولة حتى لو كانت لا تحظى بهذا الاهتمام الكبير اسوة بالاستحقاقات القارية الاخرى، فإن تأثيرات ذلك ستكون كبيرة، ومن هنا نطرح تساؤلاً جادا على طاولة الجهاز الفني .. كيف كسبنا وجوهاً جديدة بعد هذه المشاركة المتواضعة وغير محسوبة العواقب؟.
وللعلم فإن المنتخب الوطني مني بخمس هزائم متتالية في الربع الاخير من العام الحالي الاولى امام عمان (صفر-1) بتصفيات المونديال فالبحرين ودياً في المنامة بنتيجة (صفر-3) فالعراق بتصفيات المونديال (صفر-1)، ومجدداً امام العراق بذات النتيجة في بطولة غرب آسيا، فيما كانت الخسارة الاخيرة امام سوريا (1-2).
الجهاز الفني وجد تبريرات متعددة لبعض هذه الخسارات فمرة القى اللوم على التحكيم، ومرة على المستوى الفني للاعبين المحترفين في الخارج وغيرها لكن مجمل هذه التبريرات ليست منطقية عند النظر الى أن كرة القدم عادة ما تزخر بالتحديات الطارئة والتي وجب على الجهاز الفني التعاطي معها بنجاح.
نطوي صفحة غرب آسيا لنفتح صفحة الاستحقاقات التي سيقبل عليها المنتخب الوطني العام القادم، والتي تفرض على الجهاز الفني البحث في انجع الطرق التحضيرية لضمان الحفاظ على المنجزات التي تحققت والتي لا ننكر فضل الجهاز الفني بها، فتصفيات كأس آسيا اقرب هذه الاستحقاقات ومن هنا ينتظر ان يعمد الجهاز الفني الى تقييم المرحلة الماضية ليس على صعيد غرب آسيا فقط، بل وعلى صعيد مشاركته في الدور الحاسم لتصفيات المونديال كوننا فقدنا جزءاً كبيراً من حظوظ المنافسة امام منتخبات تتمتع بذات المستوى الفني للنشامى وهما المنتخبان العراقي والعماني، إذ يجب الخروج بدراسة شفافة بعيدة عن المجاملات بهدف تجاوز سلبيات المرحلة السالفة.
وكون الجهاز الفني اكد على أن الغاية الأولى من المشاركة في غرب آسيا قد تحققت والمتمثلة بفرز بعض الوجوه الجديد ننتظر ان تشهد المراحل القادمة الدفع بهذه الوجوه في تصفيات كأس آسيا او الجولات المتبقية مع تصفيات كأس العالم حيث سيلتقي المنتخب الوطني نظيره الياباني هنا في عمان في موقعة لا تقبل القسمة على اثنين فإما أن يرد اعتباره امام الكمبيوتر الياباني الذي سطر اكبر فوز له في الدور الحاسم على حساب المنتخب الوطني في الجولة الثانية، او أن يسجل التاريخ علامة يابانية فارقة في تاريخ مواجهات المنتخبين.
خلاصة القول أن العام القادم يعتبر العام الاهم في مسيرة المنتخب الوطني إذ يفترض الحفاظ على المكتسبات التي تحققت في الاعوام الاخيرة او ان ينحسر مده التنافسي، وهذا الامر يتطلب جهوداً جبارة من قبل الجهاز الفني، والذي وجهنا اليه سهام نقدنا ونحن نعلم جيداً مدى الخبرة الكبيرة التي يضطلع بها ولايماننا العميق بأننا جزء لا يتجزاً من منظومة اللعبة، فعبور عام (2013) دون تراجع في الحضور التنافسي يعني أن المنتخب سيدخل العام الذي يليه اكثر قوة وصلابة وقدرة على المقارعة في شتى الاستحقاقات.
عليك التسجيل اولا والرد ثم اعادة تحميل الصفحة (او الضغط على F5 من الكيبورد لعمل refresh ) تستطيع حينها رؤية الروابط في المشاركة الأولى وتحميل الملف المطلوب
hglkjof hg,'kd ,yvf Nsdh >> i.m []d]m